بالأرقام والحضور الدولي… «تحدي الإعاقة» يعكس التحول النوعي في مؤتمرات العلاج الطبيعي بمصر


بالأرقام والحضور الدولي… «تحدي الإعاقة» يعكس التحول النوعي في مؤتمرات العلاج الطبيعي بمصر

لم يعد الحديث عن مؤتمرات العلاج الطبيعي في مصر مقتصرًا على إطار أكاديمي تقليدي، وهو ما عكسته بوضوح فعاليات المؤتمر العلمي الدولي السابع للعلاج الطبيعي والتأهيل «تحدي الإعاقة»، الذي نظمته النقابة العامة للعلاج الطبيعي على مدار يومين، ليقدّم نموذجًا مختلفًا لمؤتمر يجمع بين الزخم العلمي، والحضور الدولي، والتأثير المهني المباشر.

المؤتمر، الذي عُقد بدعم مؤسسات الدولة ضمن منظومة صحية متكاملة، جاء ليؤكد أن العلاج الطبيعي بات عنصرًا فاعلًا في تطوير خدمات الرعاية الصحية، وليس مجرد تخصص تكميلي، خاصة في ملفات التأهيل ودمج ذوي الهمم وتحسين جودة الحياة.

أرقام تعكس حجم الحدث

لغة الأرقام كانت حاضرة بقوة في هذه النسخة، حيث شارك في المؤتمر أكثر من 110 محاضر دولي معتمد، تنوعت خبراتهم بين مدارس علمية مختلفة من الولايات المتحدة وروسيا وجمهورية التشيك، إلى جانب مشاركات عربية من السعودية وقطر، فضلًا عن حضور واسع لعلماء وخبراء مصريين في العلاج الطبيعي والتغذية والتخصصات الطبية المرتبطة.

وسجّل المؤتمر حضورًا تجاوز 4500 مشارك من الممارسين والمهتمين بالمجال، في دلالة واضحة على حجم الثقة المهنية التي يحظى بها المؤتمر، واتساع دائرة الاهتمام بمحتواه العلمي والتطبيقي.

رسالة النقابة: المهنة في مسارها الصحيح

وخلال الجلسة الافتتاحية، ألقى الدكتور سامي سعد، النقيب العام للعلاج الطبيعي، كلمة تناول فيها تطور المهنة خلال السنوات الأخيرة، مشيدًا بالنجاح التنظيمي والعلمي للنسخة السابعة، ومؤكدًا أن المرحلة الحالية تشهد قرارات وإنجازات تهدف إلى حماية المسار المهني للعلاج الطبيعي، وترسيخ دوره كأحد الأعمدة الأساسية للمنظومة الصحية، في رؤية جعلته يحظى بتقدير واسع داخل الأوساط المهنية باعتباره الأب الروحي للعلاج الطبيعي في مصر.

بعد دولي وتعاون عابر للحدود

وللمرة اللافتة، حمل المؤتمر بُعدًا دبلوماسيًا علميًا، من خلال حضور سفير جمهورية التشيك، الذي ألقى كلمة ومحاضرة ناقشت فرص التعاون بين مصر والتشيك في مجالات العلاج الطبيعي والتأهيل، مؤكدًا أهمية تبادل الخبرات وبناء شراكات تدريبية وعلمية مستدامة.


من القاعة إلى العيادة

المحتوى العلمي للمؤتمر لم يتوقف عند حدود المحاضرات النظرية، بل امتد إلى ورش عمل تطبيقية ناقشت آليات التقييم الحديثة، واستراتيجيات الوقاية والعلاج، وكيفية تحويل الأبحاث العلمية إلى ممارسات قابلة للتطبيق داخل العيادات ومراكز التأهيل، وهو ما اعتبره المشاركون أحد أبرز نقاط قوة المؤتمر.

دعم صناعي وأكاديمي

وشهد المعرض المصاحب مشاركة 77 شركة راعية من كبرى شركات الأجهزة والمستلزمات الطبية والأدوية، في تأكيد على الثقل الاقتصادي للمؤتمر، إلى جانب رعايات أكاديمية من مؤسسات طبية كبرى، شملت مجموعات مستشفيات رائدة وعددًا من الجامعات المصرية.

حضور إعلامي وتنظيم احترافي

الحدث حظي بتغطية إعلامية واسعة من القنوات الفضائية والمنصات الصحفية، ما ساهم في نقل رسائله إلى الجمهور العام، بينما تولّت شركة «أون مصر» تنظيم المؤتمر، مقدّمة نموذجًا احترافيًا في إدارة الفعاليات الطبية الكبرى.

دلالة أوسع

ويرى متابعون أن مؤتمر «تحدي الإعاقة» لم يعد مجرد مناسبة علمية سنوية، بل أصبح مؤشرًا على التحول الذي تشهده مهنة العلاج الطبيعي في مصر، من حيث التنظيم، والانفتاح الدولي، والربط بين العلم والتطبيق، في خطوة تعكس تطور الوعي الصحي وأهمية الاستثمار في التأهيل كجزء أساسي من منظومة الرعاية.

تعليقات